کد مطلب:241015 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141

ما أکرم الله أحدا من ذراری الأنبیاء بمثل هذه الکرامة
من حدیث الرضا علیه السلام و فیه استدلاله باثنتی عشرة آیة علی فضل العترة علی سائر الناس جوابا لعلماء أهل العراق و خراسان بمحضر المأمون رواه الصدوق. قال علیه السلام فی آخره:

«و أما الثانیة عشرة فقوله عزوجل: «و أمر أهلك بالصلوة و اصطبر علیها» [1] .

فخصصنا الله تبارك و تعالی بهذه الخصوصیة؛ إذ أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة، ثم خصصنا من دون الأمة فكان رسول الله - صلی الله علیه و آله - یجی ء إلی باب علی و فاطمة علیهماالسلام بعد نزول هذه الآیة تسعة أشهر كل یوم عند حضور كل صلاة خمس مرات، فیقول: الصلاة رحمكم الله، و ما أكرم الله أحدا من ذراری الأنبیاء بمثل هذه الكرامة التی أكرمنا بها و خصصنا من دون جمیع أهل بیتهم.

فقال المأمون و العلماء: جزاكم الله أهل بیت نبیكم عن هذه الأمة خیرا فما نجد الشرح و البیان فیما اشتبه علینا إلا عندكم» [2] .

إلی هنا انتهی استدلال الرضا علیه السلام بالآی الدالة علی أفضلیة أهل البیت العترة الطاهرة علیهم السلام و قد تكلمنا عن جمیعها بتفصیل عند عدة كلمات انتزعناها من الحدیث المذكور [3] .

إن ذكر الخاص بعد العام لابد أن یكون لسبب أوجب تخصیصه و قد قال علیه السلام: إنما هو الكرامة التی اكرم الله بها الآل فقال تعالی: «و أمر أهلك بالصلوة و اصطبر علیها» فكان یأمر بها و یصبر علیها نفسه [4] .

و ربما یقال: إن التفضیل قد ثبت لكل بنی آدم قال تعالی: «و لقد كرمنا بنی



[ صفحه 415]



ءادم و حملنهم فی البر و البحر و رزقنهم من الطیبت و فضلنهم علی كثیر ممن خلقنا تفضیلا». [5] .

الجواب: إن فی كلمة «ممن خلقنا» دلالة علی أن لیس التفضیل كلیا حتی الذوات العالیة أو الملائكة المقربین، و تفضیل العترة الطاهرة بعد النبی - صلی الله علیه و آله - كلی مطرد لااستثناء فیه بالبرهان العقلی و النقلی.

أما العقل فلأن تقدیم المساوی أو المفضول علی الأفضل قبیح من الكل و من الله جل جلاله أقبح لغناه الذاتی و قدرته المطلقة و من ثم قبحنا من قال فی أول كتابه: «الحمد الله الواحد العدل... و قدم المفضول علی الأفضل لمصلحة اقتضاها التكلیف...». [6] و هل المصلحة التی لم یرد منها إلا السلطة فی الخارج تمس مقام الجعل الإلهی قبل كل شی ء و مقام الامتثال متأخر عن مقام الجعل.

و أما النقل فمنه حدیث الرضا علیه السلام الجاری فتدبر.



[ صفحه 416]




[1] طه: 132.

[2] عيون أخبار الرضا 188:1، و تحف العقول 436، تخالفه في نبذة من كلمات.

[3] حرف الهمزة مع النون، و الهمزة مع الواو، و العين مع الميم، و فيه مصادر البقية.

[4] تفسير الصافي 83:2، الحديث العلوي.

[5] الإسراء: 70.

[6] شرح النهج لابن أبي الحديد 3:1. و قد أجبناعنه في كتابنا (الأمثال و الحكم المستخرجة من نهج البلاغة) عند التكلم عن المثل: «محلي منها محل القطب من الرحي» الرقم 156، و ص 456.